الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • "إيزولد": الرائد في تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي يكشف الألغاز

Image by Michal Jarmoluk from Pixabay

في مدينة باريس، تم التقاط الصورة الأولى للدماغ البشري باستخدام "إيزولد"، الجهاز الأكثر قوة في العالم لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي.

وهذا الإنجاز التقني الذي تم تحقيقه بعد أكثر من عقدين من البحوث العلمية، يعد خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لوظائف الدماغ والأمراض التنكسية العصبية والنفسية.

"إيزولد"، الذي تم تطويره من خلال شراكة بين فرنسا وألمانيا، هو جهاز ضخم يبلغ طوله وارتفاعه خمسة أمتار. يحتوي الجهاز على مغناطيس يزن 132 طنا وبكرة تتدفق فيها تيارات كهربائية بقوة 1500 أمبير. يتميز الجهاز بفتحة بقطر 90 سنتيمترا تمكنه من استيعاب الجسم البشري.

يتميز "إيزولد" بقوة المجال المغناطيسي الذي يصل إلى 11.7 تيسلا، مما يتيح الحصول على صور بدقة عالية تفوق بعشر مرات الصور التي يمكن الحصول عليها حاليا في المستشفيات، حيث لا تتجاوز قوة التصوير بالرنين المغناطيسي 3 تيسلا.

اقرأ أيضاً: تناول مواد غذائية مختلفة معاً.. وتأثيرها على الصحة

يهدف "إيزولد" إلى توفير فهم أعمق لتكوين الدماغ والمناطق التي تنشط عند تنفيذ مهام معينة، العلماء يعرفون بالفعل أن الصور المختلفة التي يمكن للإنسان التعرف عليها (مثل الوجوه، الأماكن، الكلمات، إلخ) تنشط مناطق مختلفة من القشرة الدماغية.

ومن المتوقع أن يساهم "إيزولد" في توضيح الآليات المرتبطة بالأمراض التنكسية العصبية مثل مرض باركنسون والزهايمر، بالإضافة إلى الحالات النفسية مثل الاكتئاب والاضطراب الثنائي القطب والفصام.

الباحثون يأملون أيضا في أن يتمكنوا من رسم خريطة لتوزيع بعض الأدوية، مثل الليثيوم الذي يستخدم في علاج الاضطراب الثنائي القطب، يتيح المجال المغناطيسي العالي للجهاز تحديد الهياكل الدماغية التي يستهدفها الليثيوم لدى المرضى ورصد الأشخاص الذين يستجيبون بشكل جيد للعلاج وأولئك الذين يستجيبون بشكل أقل.

"إذا فهمنا هذه الأمراض الشديدة التأثير بشكل أفضل، يُفترض أن نصبح قادرين على إجراء تشخيص مبكر، وبالتالي علاجها بشكل أفضل"، كما أوضحت آن إيزابيل إتيانفر، مديرة الأبحاث الأساسية في الهيئة.

ومع ذلك، سيظل "إيزولد" مخصصا للأبحاث الأساسية لعدة سنوات قادمة. وأكد نيكولا بولان أن "الهدف من الجهاز ليس أن يصبح أداة تشخيصية سريرية، ولكننا نأمل في أن تستخدم المستشفيات المعرفة المكتسبة".

ومن المتوقع أن يتم تجنيد متطوعين أصحاء جدد بحلول نهاية الصيف، حيث لن يتم دراسة أدمغة المرضى قبل بضع سنوات أخرى.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!